الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

نرجسيــــة أنثـى

( قصه أغفو على فصولها كلما حان شتاء ) 

 


 أحببته بعد الأشياء التي جمعتني به 

أحببته حد الألــم 

حد الهذيان  حد النـدم 

أحببته بعـد البكـاء بعد فقـدان الأمــل 

سنـــواتٍ مرت مثل فراشةٍ تلعب فوق  إرجوانةٍ  أوشكتْ على الذبول 

رسمَ الأثمدْ طريقاً من هدير الدموع على وجنتاي 

رُغم ذاك وكأنهُ لم يفتْ من الوقتِ غير ساعه 

وذاتِ ليلةٍ أمطـارها قد هطلتْ في شتاءٍ ثائر ٍ كاسحْ 

ومع ضربات الأمطارِ والبرد القارصْ 

سمعتُ صوتَ خطواتٍ مكسوره تقتربُ نحو باب منزلي !

من ياترى !! ؟

هل من أحدٍ قادم إلى بيتي ؟ 

أيُعقلْ بأن هناك من أحدٍ سيزورني بمثلِ هذا الوقت ؟ !!

طـــرق بابـــي !

كأنه أيقظ  سهاماً وسكاكينَ أوشكتْ على النوم بصدري 

فتحــت له الباب ! 

كان رجُلاً كفيفاً يرتدي نظارةٍ سوداء 

يحمل بيدهُ اليمنى مظلةٍ واليسرى عصا متكأ عليها 

منهار الجسد رثْ الملابس يحتاجُ لمزيدَ غطاء 

سئلتةُ من أنت َ ياصاحب العصا السوداء ؟ وماذا تريد ؟ 

رد : أنا قصةٍ أغفو على فصولها كلما حان شتــاء 

أدخلتهُ منزلي 

وقربت لهُ الكرسي أمام مدفئتي 

صنعتُ لهُ فنجانً من القهوهِ 

جلس وخلع معطفهِ ونظارته ، مد كفيه ليدفئ نفسهْ من برد الشتاء 

جلستُ أمامه ، أتمعنْ ملامحه 

تلك العيون العسلية

تلك البسمةِ الأزلية 

ذكرتني بذاك الوجه البعيد الغائبْ عني منذُ أعوام 

أرتختْ عيناي 

تلآشى تكوينيِ المائل 

جائتني ريحاً عكسيه من سماءً زهريه 

وقفتُ مخترعه !

كأني عصفورً صامت يقفُ على غصنِ شجرةِ وقت هطول المطر يرتعشُ بردً  

ليـــــس شبيـــه !! ليـــــس شبيـــه !!

هــوَ .. نعم أنهُ هـــوَ ..

بلَ هـــوَ ذاك الغائبْ ! 

مالذي جاء بهِ لمنزلي وكيف عرف مكان سكني ؟!

هل جائني قاصداً أم جائني شخصاً ماراً للأختباء من تلكَ العواصف ؟

هل يعرفُ من أنا ؟! 

هل مازالَ يذكُرني ؟ 

رفع رأسهُ لناحيتي قائلاَ ، مـــابكِ مالذي أوقفك ؟ 

هل تعبتيِ من الجلوسِ معي أم أتعبكِ صمتيِ ؟

صُعقتُ مما سمعتهُ 

كيف رأيتني أيُها الكفيف ؟!

ردَ مُبتسِماً : كفيف العينين وليس أعمى القلب والأحساس "

كُنتُ أبصرْ قبل أعوام ولكن ! ! 

طأطأ رأسهْ وأْتكئَ على عصاهُ مُنهزعاً 

زفراتُ الأنين بصوتهِ تحملُ أنفاساٍ تُعلنُ عن رائحةِ قصةٍ  تحمل في طياتها نار ٍ عجاف 

سئلتهُ : مـــابِكَ يــا صاحب العصا السوداء ؟؟! ! 

رد : لم أكُن كفيفاً من قبل 

ولكن دُموعاً جديةٍ مسمومةٍ خطفتْ نظري 

سئلتهُ بصوتٍ بــاكي ، وكأني لم أعش تلك القصه

وكــيف ذالك ؟

أبتسم لي مرةٍ شاهقاً ومرةٍ كسير 

شرد بذهنهِ عني برهةٍ من الوقت 

فمتلأت عيناهُ بالدموع ثم عاد للكلام مُتمتماً بصوتٍ لا يُكادُ يُسمع 

كُنا في عمر الشبابْ ..

مُنجرفين تحتَ سيطرةِ مشاعرنا 

لانعرف بالحياةِ شي غير أحاسيسنا 

كانت أجمل ما خلق ربي بالكون في نظري 

لمْ تكُنْ عينايَ ترىْ أُنثى غيرها 

طويله مثل غُصنْ الخيزران 

بيضاء البشره ، مشرقة ً كأنها شمس شتاء 

جميله لكنها تخدع الناس بدفئها 

عيانها بحار ٍ تركوازية ٍ تغرقُ كُل من تأملها 

بِها من الجمال مالايُصف ولا يُقال 

صبية ً ، ولكنها مثل طفلة ٍ حِنما تنثُر جدائل شعرها الأسود الكثيف الناعم لتلعب فوق الوساده 

وردة ٍ جميلة ٍ لايمكن تشبيهها بإحدى الورود

خُزامية ٍ زنبقية ٍ أو رُبما أقحوانية ٍ إإ لا 

لا أعرفْ لها إي تشبيه يُشبهها 

لا أعرف ُ لها إي نوع أو صنف يُقال 

ولكِنها أُنثى نرجسية ٍ 

قلبها لا يعترف ُ بالحب ُ أو الرحمه 

قاسية ِ المشاعر 

مزاجية ِ الروح والهوى 

كُنت ُ أُهيم عند رؤيتها ،، أقف ُ مكاني مُتجمداً 

كُنت ُ مثل ِ طفل ٍ تاه من أُمه

لم أكُنْ أستطيعُ التفريق ِ بين الحُب والهوى 

صاح قلبي مُعلنا ً عن التوبة ِ من بعدها ، بعدما كُنت زير نساء "

لاحقتُها حتى أقتربتُ منها , أحببتُها أكثر منْ الحُب ِ نفسه ْ

ولو كان بيدي عن أعين ِ البشر لخبئتُها 

فأنا بالحُب ِ أناني , وأنا الوحيد الذي يُحق ْ لهُ بالأستمتاع بالنظر ِ لها 

وذات ليلة ٍ من ليالي الشتــاء ،،

كُنتُ أتمشى بأسواق المدينه ، فمررتُ بإحدى محلات الذهب والمُجوهرات 

لأختار مايُناسب إصبعها عند اللقاء ِ بها ، 

كُنت ُ أُخطط ُ للإرتباط بها لأكمل ماتبقى من العمر معها 

ذهبتُ إليها مُسرعا ً ،، مرة ٍ راكضا ً ومرة ً راقصا ً 

لم أخف ْ وقتها من برد الشتاء 

وهلوسة ِ الحنين بصدري جعلتني أراها في جُنبات الطريق 

وعند اللقاء ....

قابلتُها مُخبئا ً يدي وراء ظهري حتى لا تلمح الخاتم بيدي 

مهــا ،،،

أتعلمين مايوجد بقلب ْ العاشق 

ومايحلُم به ِ ليُكمل َ قصة عشقه

إجابتها كانت مثل طعنات السكاكين إخترقت فؤادي 

بدأت  أصوات الطواحين بالدوران في رأسي 

وصقيع الشتاء يتجمع بين أضلُعي إإإ

ياصاحب العيون العسليه إ

لا أستطيع إجابتك فأنا لا أعرف بالحُب ِ شيء 

لم أتذوقه لأعرف حلاوته ومرارته 

 لا أُأُمن بالحُبْ ، ولكن أتمنى لو أعرفه

فأنا مخطوبة ٍ لأبن عمي منذ نعومة أظافري 

ممنوعه من حُب غيره 

ولا أعرف ،، فربما لا أستطيعُ من حُبه ِ أيضا ً ذات يوم 

ياصاحب العيون العسليه إإ

أتمنى لك السعاده مع أُنثى غيري تستحقق أكثر مني 

لا أستطيع الطلب منك نسياني ولكن أتمنى بأن تصفح عني 

إلى اللقاء فربما هذا أخر لقاء لنا  "" 

مشت من أمامي ..

كانت أصوات خطواتها تترُك رنينا ً قاسيا ً داخل أذني 

لم أستطيع سماع شي سوى صوت خطواتها 

أغمضت ُعيناي بقوة ٍ .... أمسكت ُ رأسي منزعجا ً من ذلك الصوت

متسائلا ً هذا حُلم أم حقيقه 

عندما فتحت ُ عيناي لم أرى سوى العصافير فوق الشجرة ِ تنظُـر إلي بتلك الليلة ِ البارده

أختفت ْ.. وأختفى معها كُـل شيء 

صوت العصافير 

زحمة المدينة من البشر 

صوت الشجر والمطر 

لم يبقى في ذلك المكان غيري مع صوت خطواتها 

وقفت ُ في نصف الطريق ،، وسط الظلام

مع دموعي أعزف ُ أنشودة ْ المطر ،،

أ ُنــادي ،،،،أهـــذي 

مهـــا ،، مهـــا ،، 

أتعلمين أي حُـزن ٍ يبعث ُ المطر 

أتعلمين ؟؟ حتـى أمطــار الشتـاء تبعث ُ معها حكايات صقيع الشتاء  ،، نشيد السحاب 

كُـنت ُ أتخبط ُ وقتها في وسط الطريق 

بـــاكيا ً و هـــاذيا ً 

مهـــا إإ

مهـــا إإ

مهــــــااا إإ ولـــكن 

أسكتني صوت سيارة ٍ تسير نحوي مسرعتا ٍ

أردت ْ بي في وسط الطريق طريحا ً 

 من يومها أصبحت ُ أسير وأنا كفيفا ً 

من يومها لم أستطيع الخروج من غيبوبة ِ الهوى 

كُـل شتاء أزور مكان موعدنــا 

لأستنشق هُنـاك عبق عِطرها 

وأ ُوقض َ عِبق ذكرى أو نسيانها 

قصة لا أستطيعُ تكملتها 

أغفو على فصولها كُـلما حان شتاء 

وبتلك اللحظه إ

رجع صاحب العصى السوداء شرد َ بذهنه ِ مرة ٍ أ ُخرى 

ثـُم نطق بعدها متسائلا ً 

هل كان خطئي أم خطئُها ؟؟

كُـنتُ أحاول إخفاء نبرة بكائي حتى لا يسمعُـها  

لا ياصاحب العصى السوداء 

لم يكـُن خطأك بل خطـأها وهي من خسرت ،،

رفع رأسه ُ لناحيتي سائلا ً ،، ماالذي خسرته ُ ، لا يخسر بالحياة ِ من لا يعرف الهوى 

أخبريـنـي ؟؟؟

هل شرقت الشمس ؟؟

 أريد الرحيل لتكملة ماكُـنت أبحثُ عنه بالأمس ,,

سأرحل من هنا وأعود َ في شتاء ٍ أخر لأجلس مع ذكرياتي 

خرج من منزلي أمام ناظري 

متكأ ً على عصاه 

باحثا ً بوسط المدينة عن حُـب أعماه

لم أستطيع أن أوقفه وأخبره 

بأني تلك الفتاه التي أفقدتهُ بصره 

دمرته ُ ودمرت نفسها 

لم تستطيع الزواج من أبن عمها 

ولم تجد عنوان لحبيبها 

تلك الفتاه التي أنتهى بها الحال في منزل ٍ صغير قُرب أخر موعد ٍ لهـــا ........





بــقلمـي / النرجسيــه