الأحد، 25 فبراير 2024

اتعلم

أتعلم لما أستدرت من منتصف الطريق ! 

عندما ضننتُ بأني الوجةَ والمكان ونهايةَ المطاف 

أكتشفت انني مجرد طريقً للعبور 

وكان دوري في تلك العلاقه بالنسبة لك هو ( المتعه ) 

حبيبتي

من الكظم تورمت عيناها واحمرت حزناً

واغرقت دموعها منابت جفناها 

والغيرةُ ايقضت نار نظراتها

وأشعلت احداقِ وجنتيها 

وردُها محمرً يتساقط على خديها 

وارتكازة حاجبيها 

كسيوف جنودٍ التقت بحربٍ

لايوقفها سوا هدنةِ ملكيها 

حبيبتي 

تشبه غسق الليلِ  


 من شدة جمالها أتكئ القمر على إحدى جدائلها 

كعاشقًا 

يتفحص قصائد عينيها

وغيمات وجنتيها 

منطرباً راقصًا في أحضان كفيها

وتلك الشامة النائمةَ في إحدى خديها

رقيقه كزهرةً عميقةً كالمحيط 

تغرق كل من ينظرَ إليها 

وأبتسامتها ملاذ آخر 

حبيبتي ساطعه كالقمر

وكأنها من عالم آخر.. 

أحببتك حباً لا ينتهي

الشوق يتلحفني

لقد أحببتك حبًا لا ينتهي 

لاشيء يحطيني غيرك و طيف وجهك يجول بي إرجاء المكان 

صوتك ضحكتك أسمع حسيسها بكل جوارحي 

انت تنمو سرًا بداخلي 

لا آحد يعرفك او يعرف عنك شيئًا 

لا آحد يستطيع رؤيتك كيف تنمو بداخلي 

لا آحد يعلم بتلك الشجرةِ العرجاء التي كبُرت رغمًا عني 

لا آحد يعلم بمحاولاتي التي باءت بالفشل لأختلاعك من جذورك ورميك خارج فؤادي 

حتى انت لاتعلم ذلك 

منذ زمن بعيد

لقد افترقتا مُنذُ زمنٍ بعيد بعيدًا جدًا 

أتذكر

ولكني لازلتُ واقفه في ذاك المكان 

واقفه عند أول لقاء لنا 

تائهه في ذاك المكان منذُ أعوام 

أتعلم 

منذُ ذلك اليوم وآنا أحاولَ الهروبَ منك 

حاولت ان اغمضَ عيناي عنك 

حاولت عدم النظر إليك 

ولكن عيناي تمردت 

وقلبي صرخ ناطقًا بإسمكَ

 منذُ تلك الليلة وانا هناك 

اسيرةُ عيناك 

منذُ تلك الليلة وآنا أعيشُ داخل مدينة مليئه بصراعاتٍ لا تهدأ 

مدينةً مظلمةً لايوجد بها نور 

ولا حتى طريقً للعبور 

منذُ تلك الليلة وانا أبحث عن الباب للهروب 

ولكن هيهات جميع الأبوابِ موصدة 

روحي هناك حبسية وتائهة 

تبحثُ عنك 

رغم فراقنا منذُ تلك الأعوام 


تلك الصدفه

تلك الصدفة التي جمعتني بك لأول مرةً

لم تتكر منذُ سبعةِ أعوام 


.. تلك الصدفة



احرقتني وجعلت مني رمادًا 

صنعت مني كتلةً من الصمت والحزن 

تركت بداخلي غيمةً سوداء مليئةً برعودٍ صامته 

لاتمطر ولا حتى تكادُ تنجلي 

بداخلي صراعات وفوضى كثيرةً تكادُ تقتلني 

وبالخارج أبدوا ثابته 

انا احترق واصرخُ بيني وبين نفسي 

والكل يسألني لماذا أنتي هادئه ؟ 

على الرغم من تمردي 

لكني من الداخل مُتدمرة 

سجينةً لتلك المشاعر المبعثرة 

بداخلي حبالً معقدة عجزتُ عن تفكيكها 

احاول الخروج منها ولكن بلا فائده 

من داخل نافذتي

من داخل ذاك الصرح العالي 

من داخل غرفتي المظلمة 

اطلَ من تلك النافذه 

لا أرى شيئًا 

هناك توجد حديقةً موحشه 

رغم أنها مزهرة  

وهناك

بداخل حديقتي توجد مقبرة 

أرى نفسي ادفن روحي الميته 

جسدي هنا 

وروحي هناك 

وقلبي معاك 

لماذا انا هكذا مبعثره 


لا أحبَ تلك النافذه 

أغلقتها بكلُ قوةٍ 

ورميتُ مفاتيحها في تلك الزاويه 


هناك نافذةً أخرى 

تبدوَ لي بأنها مبشره 

أسرعت لها لعلي من خلالها أجدُ طريق المغفره 

أنظر من خلالها 


لايوجد غير بحرً هائجًا 

وامواجاً تتلاطم 

وعواطفً  ثلجيه شتويه 

صوت المحيط مع أمواج البحر 


تلك الأصوات 

تبث الرعب بقلبي 

أحسست وكأنها تُرد أن تبتلعني 

 

هذة النافذة ترُعبني 

أغلقتها بدموعي التي خالطتها خيبتي 


لاشيء حولي غير غرفةٍ مُعتمة 

أدور حولها وأنا أصرخ خائفة


أين هي 

أريد الخلاص 

أريد الحياة 

هل من إشارةٍ ترشدني إلى تلك النافدة

في تلك الليلة

في تلك الليلة والشوارع تعج بزحام الناس

والفرحة تغمرهم 

وأنا اركض هاربة للخلاص 

اهرب إليك 

لم اجد لي ملجئاً سواك

‏ كنتُ في شدةِ حاجتي إليك

أنت دون سواك


في تلك الليلة التي لم يملئها شيئاً

بداخلي غير تلك العتمة التي اجتاحت صدري دون سابق إنذار 

كنت لا أشعر بشيء غير الإنهيار 

لجأت إليك 

وكنت اعتقادي السري 

كنت ملجئي وقت ضعفي 

كنت الطمأنينة الأمان بالنسبة لي 

كنت أنت ارضي وسمائي

كنت أنت كل شيء بالنسبة لي 

ولم اعلم بعكس ما ظننت

لقد أصبحت تلك الخيبة التي أمشي بها مثقلةً صدري بها طوال حياتي

أنت خيبتي التي ظننتها فرحتي …