الثلاثاء، 9 مايو 2023

في إحدى السنوات الأخيرة

 ... في إحدى المقاهي


هُناك طفلةً جميلة

ذو الخامسة أعوام 

في شعرها مئة جديلة 

لديها وجنتان صغيرتان 

عيناها جميلتان ، وشفتاها ورديتان 

تدور حولي مع إبتسامة بريئة 

تنظر لي نظرةً تملائها شقاوةً لطيفة

مدت يدها إلى قطعة السكر التي تركتُها جانب قهوتي 

بحركة سريعة وضعتها بفمها وهي تهربُ مني ضاحكة 

تلك الطفلة الشقية كم تبدو بريئة 

تعتقِدُني لا أستطيع أن أشرب قهوتي بدونها 

نظرت إلي وكأنها منتصره .. أضحكتني 

يبدو أنها تُريد مداعبتي 

للحضةً ، فاجئتُها عندما شربتُ قهوتي السوداء أمامها 

علامات الدهشه على وجهها 

أبتسمت وقلتُ لها 

حبيبتي لازلتِ طفلةً صغيرة 

كنملةً تركضُ مُسرعةً نحو قطعةَ سكر 

لم تذُقي من الحياةَ إلا حلاوتها 

نظرت إلي بعينان لامعتان 

لم تفهمُني 

ابتسمت لي ثم هربت مني 


هربت إلى حضن فتاةٍ جالسةٍ في تلك الزاويةَ وحيده 

تلك الفتاة الجميلة تبدو غريبة 

أو رُبما حزينه 

تنظُرَ من شباك المقهى الى الحديقة 

بفكرها شارده 

هُناك دمعةً سقطت منها خفيةً 

حاولت اخفاءها ولكني لمحتُها 

يا تُرى ما قصةَ تلكَ المسكينة 

 

ألتفتت إلي صرفتُ ناظري عنها 

حتي لا تلتقي عيني بعينها 

ليس جُبناً

لكن هناك في تلك الأعين توجد قصةً مُثيرة 

وأنا 

لا أُريدَ سماعِها ، لقد قرأتُها سابقًا في إحدى السنوات الأخيرة 



هُناك شاب 

يجلسُ بإحدى طاولاتِ المقهى 

يبدوَ أنيقًا 

لا بل مُتأنقاً إلى حدِ الجمال 

تنبعثُ من ثيابه رائحة قويةً 

وكأنهُ غارقٍ في زجاجةِ عطرٍ لا يُضاهي عبقها سوى رائحة القهوة التي تفوحَ في أرجاءِ المكان 

يحملُ بيديه زهورًا بيضاءٍ جميلةً

تارةً يشمُها وتارةً يُداعبها 

تلك الابتسامة الخفيفة التي ترسمَ أطراف ملامحه الجذابةَ تبدوا جميلة

أمسك بهاتفهِ وهو بغايةِ السعادة ينتظر تلك الرسالة 

ألتفت ألي ، صرفتُ ناظري عنه 

أعلم بأنها لن تحضر سوف تتعذر بإحدى ظروفها الجديده 

مرت ساعة 

صوت تلك الرسالة 

تبدوا بأنها الرسالة الاخيرة 

جعلتهُ يقفُ غاضبًا رامياً وراءهِ تلك الزهور الجميله 


( ذاك الشاب لقد آثار غضبي لا أحب العابثين بالزهور ، 

لا ذنب لها بعبث طائشين ) 


رحل تاركًا وراءهِ طاولة و كرسيًا فارغ 

رائحة الفُراق تعبثُ بالمكان 


كم وددتُ اخباره بأنها لن تحضر 

أعرف تلك القصةَ المُثيرة 

لقد رأيتُها في إحدى السنوات الأخيرة 



هُناك عائلة صغيرة 

تتكون من أبٍ وأمٍ وطفلان شقيان 

يكادانِ   أن يُسببان لإمهم الجنان 

تلك الأم يبدوا عليها التعب ولكنها تحاول أن تكون سعيدة 

قطعة كعكٍ وفنجان قهوةٍ تلك الأشياء البسيطة 

ساهمت في إرضائها ؟ يالها من سخيفة 

غبيه آلا ترينّ 

ذاك الأبُ البشع البدين 

يتلصصُ بأعيُنهِ الحقيرةَ

إلى تلك النادلةَ الفقيرة 


يا لك من حقير أنت لا تستحقَ تلك العائلةَ الجميلة 


( كوبَ قهوتي أصبح فارغًا ) 


أيتُها النادلة 

هل لي بكوب آخرٍ من القهوةِ 

لم أستمتع برشفتةِ الأخيرة 


فالمشاهدُ أمامي تستحق من وقتي ساعةً أخيرة