الأحد، 25 فبراير 2024

احببتك دون علمك

أحببتك دون علمك

أحببتُ عيناك الواسعتان 

حتى ولو كانت تبدوا غريبتان 

احببتُ ملامحك ومعالم وجهك 

احببت شعرك الكثيف وطولك وبنية جسمك 

ضحتكُ ونظرتكُ ونبرةُ صوتك 

أحببت أسمك ومدينتك وكل شيء يرتبط بك 

أحببت كل شيء تُحبه 

أحببت كل شيءٍ سابقًا امتنعتة 

 

وانت ؟ 


ليتك تشعر بي 

فأنا التي كنت أخاف الحب وأهرب منه لأعوام 

وقعت بك دون علمك 



حدثني صديق ذات مرة

حدثني صديقاً لي ذات مرة 

بإن للحزن أوجهً كثيرة 

يختلفُ فيها بكلِ مرةٍ

ولكن الأهم آنه يجدُ ان الحزنَ يجعلُ منهِ أنيقًا جدًا 


آنا لا أختلف معك  في ذلك ياصديقي 

فربما انت لم ترى منهُ غير جانبً واحدً 

مُتشكلاً على هيئةِ

رجلً مُتئنقاً مُثقفاً صامتًا هادءً جدًا 

حتى لو أحترق حزنًا 


صديقي 

أنت لم تقع في تلك الحفرة السوداء المُعتمة 

التي لايوجد بها غيرك مع حبالٍ من الشوك لتكون هي الخيارُ الوحيد لنجاتك 

وذاك الصوت بالخارج يناديك 

( حاول سوف تصل ) 


ومع كلِ  محاولةً من الخروج من تلك الحفرة وأنت منهكاً وتنزف ويداك تقطر دماً 

لاتجدَ احداً أمامك 

ولا يوجد أحدًا بإنتظارك 

غير ذلك الوحش الذي يقف على أطراف الهاوية 

طويل القامة شديد السواد 

لايكسو وجهه غير تلك الابتسامه الخبيثة 

يدنوا منك من بعد طول المسافة 

ليهمس لك قائلًا وهو موجهًا لك طعنةً أقسى من اللتي سبقتها 


( انت لم تصل بعد حاول مرة اخرى ) 


فلا يوجد هنآ غيرنا آنا وانت والظلام 

الأربعاء، 6 ديسمبر 2023

معرض للكسر

المساء يأتي مجددًا 

ولا أعرف هل سيكون مثل باقي الأمس 

ام مثل باقي الأمسيات 

أهربُ من كل شيء 

من أمومتي 

من منزلي 

من واقعي إلى مخيلتي 

متجردةً منها بشكلٍ كاملً وبوعي تام 

أهربُ إلى ذاك المكان الذي أجدني فيه 

ذاك المكان الذي بنيتهُ بنفسي بدون قصد 

تلك المدينةُ الجميلة 

مدينة السلام 

مدينة الزهور والأيتام 

تلك المدينة التي أعيش فيها بكامل حريتي بدون قيود 

بدون عادات وتقاليد 

بدون تلك الشياطين التي تعبث بواقعي 

تلك المدينة 

مدينة الأحلام 

لا آحد يسكن معي هُناك غير تلك الأوجه الجميلةَ التي صنعتُها من مخيلتي حتى ولو كانت مجرد أوهام 

ذاك العالم الجميل أصبح مهربي ومتنفسي 

فهناك أجدني 

ذاك العالم الذي أصبح لي واقعًا أكثر من كونه مجرد خيال 

ذاك العالم الذي نسيتُ نفسي بهِ وأصبحت أرفض الخروج منه 

أرفض واقعي لآنه مشوهاً

ليس جميلًا كمثل واقعي 

شوارعهِ ليست كشوارع عالمي 

ملونةً بلونِ البحر تُبهجُ قلبي عندما أسيرُ فيها حافية القدم دون الخوف من أشواك تلك الشوارع السوداء وحرارتها التي لاترحم رغباتنا 

تلك الأرصفه الصفراء 

مزينة بأزهار النرجس تنشرُ عبقها بأرجاء المكان 

آه يالجمال عالمي 

لاشيء يزينةُ سوى تلك الأحزان التي صنعتُ منها وردًا على أساور منزلي 


تلك الأتهامات والآهات التي تنهال علي بواقعي 

أصطحِبُها معي إلى عالمي 

بنيت منها قصرًا من الزجاج لتعكس مالآ أشعُرَ بهِ هناك


ذاك القصر الجميل 

قصر الأوهام 

ذاك القصر الذي سجنتُ نفسي بهِ وحيدةً بدونِ  قصد 

لا آحد معي هناك 

ولكن 

نسيتُ انهُ مجرد زُجاج 

معرض للكسر

الثلاثاء، 9 مايو 2023

في إحدى السنوات الأخيرة

 ... في إحدى المقاهي


هُناك طفلةً جميلة

ذو الخامسة أعوام 

في شعرها مئة جديلة 

لديها وجنتان صغيرتان 

عيناها جميلتان ، وشفتاها ورديتان 

تدور حولي مع إبتسامة بريئة 

تنظر لي نظرةً تملائها شقاوةً لطيفة

مدت يدها إلى قطعة السكر التي تركتُها جانب قهوتي 

بحركة سريعة وضعتها بفمها وهي تهربُ مني ضاحكة 

تلك الطفلة الشقية كم تبدو بريئة 

تعتقِدُني لا أستطيع أن أشرب قهوتي بدونها 

نظرت إلي وكأنها منتصره .. أضحكتني 

يبدو أنها تُريد مداعبتي 

للحضةً ، فاجئتُها عندما شربتُ قهوتي السوداء أمامها 

علامات الدهشه على وجهها 

أبتسمت وقلتُ لها 

حبيبتي لازلتِ طفلةً صغيرة 

كنملةً تركضُ مُسرعةً نحو قطعةَ سكر 

لم تذُقي من الحياةَ إلا حلاوتها 

نظرت إلي بعينان لامعتان 

لم تفهمُني 

ابتسمت لي ثم هربت مني 


هربت إلى حضن فتاةٍ جالسةٍ في تلك الزاويةَ وحيده 

تلك الفتاة الجميلة تبدو غريبة 

أو رُبما حزينه 

تنظُرَ من شباك المقهى الى الحديقة 

بفكرها شارده 

هُناك دمعةً سقطت منها خفيةً 

حاولت اخفاءها ولكني لمحتُها 

يا تُرى ما قصةَ تلكَ المسكينة 

 

ألتفتت إلي صرفتُ ناظري عنها 

حتي لا تلتقي عيني بعينها 

ليس جُبناً

لكن هناك في تلك الأعين توجد قصةً مُثيرة 

وأنا 

لا أُريدَ سماعِها ، لقد قرأتُها سابقًا في إحدى السنوات الأخيرة 



هُناك شاب 

يجلسُ بإحدى طاولاتِ المقهى 

يبدوَ أنيقًا 

لا بل مُتأنقاً إلى حدِ الجمال 

تنبعثُ من ثيابه رائحة قويةً 

وكأنهُ غارقٍ في زجاجةِ عطرٍ لا يُضاهي عبقها سوى رائحة القهوة التي تفوحَ في أرجاءِ المكان 

يحملُ بيديه زهورًا بيضاءٍ جميلةً

تارةً يشمُها وتارةً يُداعبها 

تلك الابتسامة الخفيفة التي ترسمَ أطراف ملامحه الجذابةَ تبدوا جميلة

أمسك بهاتفهِ وهو بغايةِ السعادة ينتظر تلك الرسالة 

ألتفت ألي ، صرفتُ ناظري عنه 

أعلم بأنها لن تحضر سوف تتعذر بإحدى ظروفها الجديده 

مرت ساعة 

صوت تلك الرسالة 

تبدوا بأنها الرسالة الاخيرة 

جعلتهُ يقفُ غاضبًا رامياً وراءهِ تلك الزهور الجميله 


( ذاك الشاب لقد آثار غضبي لا أحب العابثين بالزهور ، 

لا ذنب لها بعبث طائشين ) 


رحل تاركًا وراءهِ طاولة و كرسيًا فارغ 

رائحة الفُراق تعبثُ بالمكان 


كم وددتُ اخباره بأنها لن تحضر 

أعرف تلك القصةَ المُثيرة 

لقد رأيتُها في إحدى السنوات الأخيرة 



هُناك عائلة صغيرة 

تتكون من أبٍ وأمٍ وطفلان شقيان 

يكادانِ   أن يُسببان لإمهم الجنان 

تلك الأم يبدوا عليها التعب ولكنها تحاول أن تكون سعيدة 

قطعة كعكٍ وفنجان قهوةٍ تلك الأشياء البسيطة 

ساهمت في إرضائها ؟ يالها من سخيفة 

غبيه آلا ترينّ 

ذاك الأبُ البشع البدين 

يتلصصُ بأعيُنهِ الحقيرةَ

إلى تلك النادلةَ الفقيرة 


يا لك من حقير أنت لا تستحقَ تلك العائلةَ الجميلة 


( كوبَ قهوتي أصبح فارغًا ) 


أيتُها النادلة 

هل لي بكوب آخرٍ من القهوةِ 

لم أستمتع برشفتةِ الأخيرة 


فالمشاهدُ أمامي تستحق من وقتي ساعةً أخيرة