الأحد، 25 فبراير 2024

تلك الصدفه

تلك الصدفة التي جمعتني بك لأول مرةً

لم تتكر منذُ سبعةِ أعوام 


.. تلك الصدفة



احرقتني وجعلت مني رمادًا 

صنعت مني كتلةً من الصمت والحزن 

تركت بداخلي غيمةً سوداء مليئةً برعودٍ صامته 

لاتمطر ولا حتى تكادُ تنجلي 

بداخلي صراعات وفوضى كثيرةً تكادُ تقتلني 

وبالخارج أبدوا ثابته 

انا احترق واصرخُ بيني وبين نفسي 

والكل يسألني لماذا أنتي هادئه ؟ 

على الرغم من تمردي 

لكني من الداخل مُتدمرة 

سجينةً لتلك المشاعر المبعثرة 

بداخلي حبالً معقدة عجزتُ عن تفكيكها 

احاول الخروج منها ولكن بلا فائده 

من داخل نافذتي

من داخل ذاك الصرح العالي 

من داخل غرفتي المظلمة 

اطلَ من تلك النافذه 

لا أرى شيئًا 

هناك توجد حديقةً موحشه 

رغم أنها مزهرة  

وهناك

بداخل حديقتي توجد مقبرة 

أرى نفسي ادفن روحي الميته 

جسدي هنا 

وروحي هناك 

وقلبي معاك 

لماذا انا هكذا مبعثره 


لا أحبَ تلك النافذه 

أغلقتها بكلُ قوةٍ 

ورميتُ مفاتيحها في تلك الزاويه 


هناك نافذةً أخرى 

تبدوَ لي بأنها مبشره 

أسرعت لها لعلي من خلالها أجدُ طريق المغفره 

أنظر من خلالها 


لايوجد غير بحرً هائجًا 

وامواجاً تتلاطم 

وعواطفً  ثلجيه شتويه 

صوت المحيط مع أمواج البحر 


تلك الأصوات 

تبث الرعب بقلبي 

أحسست وكأنها تُرد أن تبتلعني 

 

هذة النافذة ترُعبني 

أغلقتها بدموعي التي خالطتها خيبتي 


لاشيء حولي غير غرفةٍ مُعتمة 

أدور حولها وأنا أصرخ خائفة


أين هي 

أريد الخلاص 

أريد الحياة 

هل من إشارةٍ ترشدني إلى تلك النافدة

في تلك الليلة

في تلك الليلة والشوارع تعج بزحام الناس

والفرحة تغمرهم 

وأنا اركض هاربة للخلاص 

اهرب إليك 

لم اجد لي ملجئاً سواك

‏ كنتُ في شدةِ حاجتي إليك

أنت دون سواك


في تلك الليلة التي لم يملئها شيئاً

بداخلي غير تلك العتمة التي اجتاحت صدري دون سابق إنذار 

كنت لا أشعر بشيء غير الإنهيار 

لجأت إليك 

وكنت اعتقادي السري 

كنت ملجئي وقت ضعفي 

كنت الطمأنينة الأمان بالنسبة لي 

كنت أنت ارضي وسمائي

كنت أنت كل شيء بالنسبة لي 

ولم اعلم بعكس ما ظننت

لقد أصبحت تلك الخيبة التي أمشي بها مثقلةً صدري بها طوال حياتي

أنت خيبتي التي ظننتها فرحتي … 


احببتك دون علمك

أحببتك دون علمك

أحببتُ عيناك الواسعتان 

حتى ولو كانت تبدوا غريبتان 

احببتُ ملامحك ومعالم وجهك 

احببت شعرك الكثيف وطولك وبنية جسمك 

ضحتكُ ونظرتكُ ونبرةُ صوتك 

أحببت أسمك ومدينتك وكل شيء يرتبط بك 

أحببت كل شيء تُحبه 

أحببت كل شيءٍ سابقًا امتنعتة 

 

وانت ؟ 


ليتك تشعر بي 

فأنا التي كنت أخاف الحب وأهرب منه لأعوام 

وقعت بك دون علمك 



حدثني صديق ذات مرة

حدثني صديقاً لي ذات مرة 

بإن للحزن أوجهً كثيرة 

يختلفُ فيها بكلِ مرةٍ

ولكن الأهم آنه يجدُ ان الحزنَ يجعلُ منهِ أنيقًا جدًا 


آنا لا أختلف معك  في ذلك ياصديقي 

فربما انت لم ترى منهُ غير جانبً واحدً 

مُتشكلاً على هيئةِ

رجلً مُتئنقاً مُثقفاً صامتًا هادءً جدًا 

حتى لو أحترق حزنًا 


صديقي 

أنت لم تقع في تلك الحفرة السوداء المُعتمة 

التي لايوجد بها غيرك مع حبالٍ من الشوك لتكون هي الخيارُ الوحيد لنجاتك 

وذاك الصوت بالخارج يناديك 

( حاول سوف تصل ) 


ومع كلِ  محاولةً من الخروج من تلك الحفرة وأنت منهكاً وتنزف ويداك تقطر دماً 

لاتجدَ احداً أمامك 

ولا يوجد أحدًا بإنتظارك 

غير ذلك الوحش الذي يقف على أطراف الهاوية 

طويل القامة شديد السواد 

لايكسو وجهه غير تلك الابتسامه الخبيثة 

يدنوا منك من بعد طول المسافة 

ليهمس لك قائلًا وهو موجهًا لك طعنةً أقسى من اللتي سبقتها 


( انت لم تصل بعد حاول مرة اخرى ) 


فلا يوجد هنآ غيرنا آنا وانت والظلام